2021/09/25

مجرى النهر

 


سأكتب لي ولكل الذين أحبهم وهم كثر..

أكثر مما عرفت ومما ظننت

أنا التي تحمل قلباً كفراشة لا تتوقف عن الطيران

ولا تفوّت زهرة دون أن تحط عليها لبضع ثوان

هكذا أحب على عجل وأرحل على عجل..

طبع مخيف بالنسبة لأولئك الذين يسعون للأبدية

ولا يدركون أنها سراب لا يمكن إدراكه.

وقد كنتُ منهم قبل أن تعلمني الخسارات المتتالية

والفراشات التي ترحل بلا سابق إنذار

والزهور التي تذبل بينما أتشبث بها

أن الأبدية غاية الجشع الخاسر.

أما الرابح الحقيقي فهو الذي يعيش لحظته وكأنها الأولى والأخيرة

بامتنان لا متناهي وبحب متبادل بين الزهرة والفراشة على حد سواء

شرط أن يدرك كلاهما أنه في حال رحلت الفراشة أو ذبلت الزهرة،

فإنه ثمة عدد لا حصر له من الفراشات والزهور واللحظات الفريدة..

يمكن لكل منهما أن يخوضها دون الآخر.

 

 

 

كل الناس حلوين

في عنيا حلوييين

طول ماعنيا شايفة الدنيا وأنت قصادي*

 

خلونا من العربية والوثقة..

رجعت لحكمة صينية لأسباب كثيرة أهمها أن الانسان دائماً يرجع بعد ما يجرب

و بعد ما يكبر ويتغير ويتعلم أو حتى بعد ما يفشل ويضيع ويتعب.. يرجع دائماً ..

زي ما يرجع لوطنه بعد سنين الغربة ..

زي ما يرجع لربه بعد أوقات المعاصي

زي ما يرجع لغرفته بعد يوم طويل وشاق..

زي ما أنا رجعت لمدونتي بعد ثلاثة سنين تقريباً

من اللخبطة الدماغية اللي ما يرتبها غير الكتابة..

ورغم أني كنت نكتب دايما نكتب في تويتر وتيلجرام

وفي ملاحظاتي الخاصة ومسودات المدونة وفي محادثات المقربين مني

ما قط توقفت عن الكتابة والتعبير والاكتشافات..

 

مع اني في فترة ما كنت حاسه أنني توقفت بس لما فكرت لقيتني مستمرة..

الفرق الوحيد هو انني لما كنت نكتب في مدونتي

كنت نحس كأني جمعت كل أفكاري ومشاعري

في شنطة صغيرة رتبتها ولميتها فوق الدولاب..

 

ولما ما كنت نكتب فيها كنت كأني نمشي ونرمي في كل مكان

فكرة أو شعور لدرجة صارت حولي فوضى كبيرة وماني عارفة نركز

ولا نفهم ايش قاعد يحصل! وهذا مش شعور سلبي أبداً

بالعكس كانت فوضى خلاقة وممتعة لكني طفشت منها

واشتقت لمخي المرتب واشتقت لمدونتي وللكتابة فيها وقررت نرجع!

 

أصلاً هي مدونتي المفروض مانبرر كأني جايه لناس برانيين في وقت غير مناسب

خير؟؟ المفروض نجي ونمشي الوقت اللي نحب البيت بيتي صح؟

 

وأنا جنبك بنسى أن الدنيا فيها ناس قاسيين*

 

 قبل فترة كنت في مجمع تجاري وكان زحمممممة وعند كل كاشير في طابور مكون من أكثر من عشرة أشخاص.. خلصت تسوق ونزلت نحاسب

وقفت في الطابور وقت طويل لحد ماوصل دوري.. لما صار قبلي وحدة بس جات تحاسب شفت عندها لعبة كيوووت سألتها من وين ووصفت لي المكان في الطابق العلوي للمجمع..قلت لازم نرجع ناخذها للريم بس المكان كبيير ولو مشيت لاهي نرجع نعيد الطابور من الأخير.. حسبتها ثواني وقلت نقد نرجع وهي لسه تحاسب البنت وانطلقت نجررررري نركض نركض وطلعت جبت اللعبة

وأنا راجعة ركض طبعاً كان في كهلة سورية أو شامية مانعرف المهم كانت عندها عربة تسوق ولما جات تنزلها من المكان ذاك الكهربائي اللي زي الدرج بس حق العربات كانت لاهي تطيح هي لأن العربة ثقيلة

نطيت أنا زي سوبرمان ومسكتها هي وعربتها وتميت ماسكتها الين نزلنا تحت بالبطيء وطول مانحن نازلين وهي تدعي لي دعوات الشوام ذيك اللذيذة اللي من قلب.. الله يبعد عنك ولاد الحرام الله يسترك دنيا وآخرة الله يطعميكي سعادة وهنا..إلخ المهم انبسطت بشكل ماهو طبيعي ورحت لقيت البنت توها خلصت

وحاسبت بدوري الطبيعي ورحت البيت..

شفتوا هذا الموقف العادي؟ ماكان عادي أبداً

كان ترتيب إلهي عجيب وربي مرجعني ماهو عشان اللعبة..

مرجعني عشان ذي الدعوة اللي أقسم بالله ما مر بعدها أيام

 غير وأنا شايفتها بعيني كيف أنقذتني بشكل عجيب من أشياء مرعبة

وكل مرة نتخطى شي يقول قلبي هذا بسبب دعوة ذيك الكهلة.

 

 

جابك الله لي هدية من السما

جيت مثل الشوف لعيون العمى

صرت أشوف الدنيا فيك

ياحياتي ياحلاة الدنيا فيك

 

 

صرت كبيرة شوي زيادة عن آخر مرة دونت فيها

وحاسه اني بدأت نعرف كيف نستخلص متع الحياة وفوائدها

من كل تجربة نعيشها ومن كل موقف نمر بيه..

بدون مانتأثر تأثير كبير بالوجه الشوين أو السيء لهذه التجارب والمواقف!

وفخورة بهذا الشي جداً.. ومخوفني في نفس الوقت

 

من فترة و من يوم ما بدأت ندرك شوي الحياة وقيمة الحياة

وأنا صرت منحازة للسهولة والبساطة والسلام بزيادة عن طبيعتي

قد ما أنا شخص شرير في نظر أهلي الطيبين بزيادة

وقاسي في نظر اللي تجاوزتهم بكامل إرادتي

قد ما أنا شخص ظالم في نظر الناس اللي ظهرت عيوبهم أمام محاسني

قد ما أنا شخص بارد في نظر الناس اللي شافوني

نسكت في أوقات المفروض نحرق العالم فيها

قد ما أنا شخص سيء وبغيض في نظر الناس اللي عجزت نحبهم..

ماقديت وتوف

 

بالمقابل بيني أنا ونفسي

نعرف ومتأكدة أكثر من كل شي في الحياة أني عمري أبداَ ماكنت الشخص

اللي يحب القسوة والشر والظلم والبرود واللاحب

عممممري ماكنت هذا الشخص ..

شافوني شريرة لأني نرفض نجامل أشخاص مايستحقوا ضحكتي ولا كلمة مني

شافوني قاسية لأني اخترت راحتي وسعادتي ومشيت بكرامتي مرات كثيرة

شافوني ظالمة لأن لطفي وضّح فظاظتهم وحلاوة روحي سرقت منهم الأضواء بلا قصد مني

شافوني شخص بارد لأن حتى وأنا في يدي القدرة على الرد والإنتقام والهدم.. اخترت نرقد بهدوء!

شافوني شخص بغيض لأني ماعرفت نتصنع شعور ماني حاسه بيه

وماقديت نحب حد ماهو مناسبني!

 

مش بس أنا.. لا، كل الناس القاسية الشريرة والظالمة

لهم تبريرات زي هذه ولهم أعذار و شايفين نفسهم ملائكة!

 

وأنا وحدة منهم.. ما عندي مشكلة نكون بهذه الصورة في عيون كثير من اللي ما يعرفوني حقيقي

بس المهم والأهم والسبب الخفي اللي مخليني نكتب هذه التدوينة

عشان نوضح لنفسي أنا مين؟ ونذكرها..

نذكر نفسي أنني خدو اللطيفة

اللي ما تبغي من الدنيا غير لحظة فرح وضحك وهدوء

وما تستحق غير الفرح والضحك والهدوء

 

 

خليك هنا خليك

وبلاش تفارق*

 

 

 

ذاك اليوم كنت مع بشرى حبعمري وقاعدين في الحرم نفضفضوا لبعض عن شخصياتنا لما نزعلوا

كل وحدة تقول للثانية ايش أكثر شي يستفزها فيها

 

هي قالت أنه يستفزها دائماً لما تكون معصبة وزعلانة وتكلمني تصكك عليا

وتلاقي ردة فعلي ضحكة سخيفة

وتعصب هي زيادة وتقفل الخط فوجهي

وفي الأخير تسامحني وهكذا...

 

وقتها حاولت نشرح لها بجدية وبهدوء

أنه الحياة اللي عشتها بأشكال الناس اللي مرت فيها

علمتني شي واحد.. أن الدنيا ماهي ساوية غير الضحك

ماهي ساوية ولا لحظة زعل ولا لحظة غضب ولا لحظة خصام

 

قد ما أنا بكاية ودراما وقد ماكنت نعطي ردود  فعل قوية على أشياء بسيطة

ونغضب ونكسر الدنيا.. صرت هااادية

وأقصى رد فعل عندي اني نبكي ونقول يحرق بيو/بيها

بس

وحتى هذه البكية مانستمتع بيها

نبكيها غصباً عني ونقعد طول ما أنا نبكي نكرر عبارات زي

ليه نبكي؟ المفروض مانبكي! ليه نبكي؟؟؟؟؟

 

تعرفوا اللي يحس أنه في سباق مع الحياة ومافي وقت للكدر؟

في وقت للحب وللسعادة والعبادة بس

أي شخص أو موقف أو حدث يستدعي الحزن نتخطاه بلا تفكير

نتخطاه بضحكة سخيفة مستفزة

ومدري هل هذا الشيء صحي وطبيعي ولا نحتاج علاج نفسي؟

ماعلينا أهم شي اني مرتاحة

 

 

يانجوم السما ضمينا

وخدينا بعيد وحدينا*

 

ممكن هذه التدوينة مايكون فيها كثير مهم وممتع وماتكون بالمستوى المتوقع

لأن عندي مشكلتين وأنا نكتبها

الأولى اني فقدت بعض لياقتي في السرد والتفاصيل والتذكر

الثانية اني فقدت فكرتي اللي كنت مؤمنة بها واللي تقول

أن كل الناس تحبني .. وصرت نعرف تمام المعرفة أنه في ناس ما تستلطفني حتى

وعليه صرت متحفظة أكثر على مشاعري وتفاصيل حياتي

وماني مرتاحة وأنا نكتب وعارفه أنه ممكن يقرأ كلامي شخص لا يهتم..

 

 

مش بس في الكتابة

في الواقع كمان فقدت لياقتي التعبيرية أو ثقتي في جدوائية التعبير أو كلاهما

مريت هذه السنة بمواقف صعبة وقاسية وغريبة "بالنسبة لي أنا"

والغريب ماهو الأحداث.. الغريب كيف تعاطيت أنا مع المواضيع كلها..

 

خيبة أمل في ناس من أقرب الناس لي .. كان المفروض نقاومها

كان المفروض نعترض.. أو على الأقل نعاتب، أو نتكلم عن اللي صار كأقل تقدير..

لقيتني ساكتة ونتعامل كأنهم ما كانوا موجودين في حياتي ولا كنت نعرفهم

وكأنه كل الحب والأهمية والقيمة اللي كانوا يمثلوها في حياتي كانت مشهد من فيلم

شفته وانتهى وطفيت التلفزة وماصار شي

كملت حياتي عادي..

خدو البكاية الدراما الصكاكة.. ما نطقت لحد اللحظة!!؟

 

مؤخراً اشتغلت في مكان ما مع شخصية من أغرب الشخصيات اللي ممكن أي حد يقابلها في حياته

ظلمتني ظلم شديد واتهمتني بأشياء لا يتحملها أي شخص.. ولقيتني ساكتة وما أخذت أي موقف

مع أنه بيدي ناخذ حقي بسهولة .. لكن كنت عاجزة نستوعب أنه هذا الشيء صار لي أنا.. كيف؟ وليه؟ ليه أنا؟

 وبعد شهرين تقريباً قررت ناخذ موقف ونرفع قضية ضدها!

وبعد ما استشرت أكثر من محامي وعرفت أنه حقي مضمون بإذن الله وحجتي قوية والمفروض فوراً نبدأ..

 

بعد ما اقتنعت وقررت  جاني شعور غريب..

تضارب بين خدو القوية اللي ما تبغى تفرط في حقها

وما تبغى تسكت عن الظلم ولا تكون ضعيفة!

وبين خدو اللي تبغى تطفي النور وتنام وينتهى كل شيء

شعور المتورط في الحياة بوجهها الصعب

نبغى الحياة السهلة اللي نعرفها.. نبغى نعيش مبسوطة

نعبد ربي ونحب ونعشق ونشرب عصير برتقال ونطبخ ونرقص

ونضحك ونكتب ونشتغل ونجيب فلوس ونشتري أشياء نحبها بس

مانبغى حد يضرني ولا نبغى نضر حد!

حتى لو هو ظالم ربي يحاسبه و ياخذ لي حقي منه!

ليه نكون مضطرة نواجه أشياء زي هذه؟

ماهي حياتي هذه ولا أنا هذه !

الحياة ماتسوى.. أو تسوى؟

مانعرف لسه...

 بس نعرف اني شخص مؤمن ومقتنع أن الحياة ماهي ساحة معركة..

 ولو كانت ساحة معركة 

أنا ماني جندي.. أنا ممكن نكون ممرضة تساعد الجرحى من الطرفين اللي يتقاتلوا!

بس تكون حرب " نفسية أو اجتماعية أو حتى عاطفية" وأنا مضطرة نحارب

 ولازم يكون في أشرار ولازم أنا نواجههم ونوقفهم ونقتلهم!؟؟؟؟

لا هذه ماهي أنا.. رجعوني لأيام ما كان أكبر همومي نخرج الشارع

 نلعب وولد جيراننا يناديني بهلول لأن شعري كيرلي منكوش!

 

مانبغى نصير كبيرة.. مانبغى!

 

ليه نبكي حالاً؟

 

تعرفوا ماني زعلانة من أي شي صعب صار لي..

بالعكس.. ممتنة والحمدلله والشكر له، مافي موقف صار

إلا وكان بداية خير وباب فضل أكبر وأعظم شفته بعيوني

أنا زعلانة بس لأني لسبب ما ماصرت نعرف نتكلم عن اللي مضايقني ولا نعاتب ولا نفضفض..

وأنا صح قوية بس مش لدرجة اني نشيل كل هذه المشاعر والكلمات لوحدي.

وقد ماهو مضايقني ومخوفني عليا هذا الشي بس في نفس الوقت مرتاحة

لأن صار دائماً غامرني شعور أنني في معية الله

في ظل رحمة الله، وأنني زي ما يقول الشاعر:

زاهداً فيما سيأتي ناسياً ما قد مضى!

بالضبط نفس الشعور.. بالضببببط

 

شي مريح بشكل يبكّي ويخلي القلب كذا رهيف رهافة لذيذة

 

والشيء الأكيد أنه مش شعور ذاتي ولا أنا صنعته

ولا سعيت له ولا كنت مدركة أنه موجود في الحياة أساساً

أو كنت نعرفو بس ماكنت نعرفو بهذا الوضوح والصفاء والقرب..

 

نبغى نوصفه بس ماني عارفه نوصل لعمق الشعور

كأني كذا ورقة شجرة خفيييفة على سطح نهر

ومجرى الماء ماخذني وبدون أي مقاومة مني

ولا خوف ولا تفكير ولا تساؤل

منسابة مع المياه ومسلمتها مسؤولية تحديد وجهتي بالكامل

وإزاحة العوائق من طريقي وتحديد مقدار الهواء المناسب لوزني

عشان مانطير ولا نغرق!

كذا.. ولله المثل الأعلى

أنا في الحياة كائن صغير معرفته محدودة وبسيطة

و لسه ما نعرف منها ولا شوي عشان كذا قلت كأني على سطح الماء..

مجرى النهر هو قدري المكتوب

مقاومتي هي كلام فاضي وهو ما اكتشفته بعد سنوات من المقاومة

والتساؤل وربط الأحداث ببعض وانتظار نتائج اضعها بنفسي!

وحتى محاولاتي اني نتولى مسؤولية العوائق اللي تطلع في طريقي

ونعرف سببها ونحاول نزيحها بشطارتي.. برضو كلام فاضي!

وحتى فلسفتي وكلامي اللي نقول فيه اني عارفه ايش نبغى بالضبط

وايش نحتاج ومين نحتاج.. كله كلام فاضي!

 

الحقيقة المطلقة والمريحة للغاية أنه أصلاً ربي وليّ ذلك كله

ماكلفني بأي شي من هذا وأنا كمخلوق عبيط متعب نفسه

يحاول يسوي دور مش دوره!

ويفشل في كل مرة.. يفشل لأن الخطة الحقيقية

أو مجرى النهر الحقيقي لا يتغير بمجهود ورقة شجرة!

واختيارات ورقة الشجرة  لنفسها غالباً حتدخلها في أقرب صخرة وتلتصق فيها للأبد!

 

فهمتوني؟

مش ضروري ترى تفهموني..

ممكن كلكم أوراق شجيرات قاعدة تقاوم ولسه ما استوعبت دورها الحقيقي!

مصيركم تفهموني..

"والمثال مدري شوضعو بس آسفة ماجا في بالي غير نهر وورقة شجرة"

أنا اكتشفت سر عظيم.. أكيد ملايين البشر مكتشفينه

بس بالنسبة لي أنا جديد ومدعاة للدهشة

 

مدري ليه نتكلم بالفصحى وشوي عامي بس الكلام يجي كذا  :(

المهم

اكتشفت أني ضيعت كثير من عمري في تأدية أدوار ماني مكلفة بها

وفوق أني ماني مكلفة بيها.. في تأديتي لها جبت العيد في نفسي مليون مرة

 

مثلاً .. اكتشفت أني مش موجودة على الأرض معكم عشان نجمع

أكبر عدد ممكن من الناس اللي تعرفني أو تحبني أو تتقبل آرائي، لا،

هذا دور الشيطان استغفر الله!

أنا يكفي نحب نفسي ويكون حولي مجموعة بسيطة من البشر نحبهم ويحبوني ويتقبلوني زي ما أنا بعقدي النفسية ومخاوفي وتدويناتي الطويلة ودلعي وضحكتي اللي تجي في أوقات غبية

وأكيد بالمقابل نتقبلهم بكل عيوبهم عشان الحب يستحق.

 

مثال ثاني.. في أي علاقة اجتماعية أو عاطفية أو غيرها

أنا مش من مسؤوليتي ولا دوري

أني نحافظ على حرارة المشاعر أو صلاحية العلاقة أو نكهتها،

معليش لا هذا دور حافظة الطعام!

أنا مسؤولة عن شعوري واللي نعطيه للعلاقة

في حدود "قدرتي" وطاقتي ورغبتي بس

ماني ملزمة نجري ولا ندخل منافسات عشان نثبت جدارتي بالعلاقة!

ولا نصبر ونتحمل شي يكدرني بزيادة عشان نحافظ عليها!

وشعور الشخص المقابل مسؤوليته وحده

وفي حال اختار يعطي أو ما يعطي أو يمشي في طريق مختلف أو يدير لي بلوك ..

هذه مش مسؤوليتي أنا ولا غلطتي ولا نقص مني ولا تهمني أسبابه

ولا عندي الحق نلومه ولا نسأل عنه

" إلا في حالة أنا غلطت في حقه لازم نعتذر"

أوك؟

 

 

مثال ثالث..

رزقي والعقبات والمطبات اللي تظهر في حياتي

والأشخاص والمواقف الوحشة.. هذه كلها أنا مسؤولة عنها بطريقة مقننة جداً،

وظاهرية، في حقيقة الأمر شئت أم أبيت هي ربي كاتبها عليا..

ومعطيني حق اختيار طريقتي في التعامل معها..

يعني بدل مانشغل نفسي ليه يصير لي كذا وليه فلانة تسويلي كذا

وفلان يقول لي كذا.. دوري نشغل نفسي نفكر كيف المفروض نتعامل مع الشيء الحاصل بلا كثرة كلام واعتراضات سخيفة.

 

وكثير كثير كثير تفاصيل وأمثلة زي هذه ..

كنت شاغلة نفسي فيها طول عمري ويااااا ريتها بفايدة

إلا العقبات تتلخبط وتزداد والعلاقات تفشل وفوق فشلها

أنا نحمل نفسي المسؤولية ونكره نفسي ويادارة دوري بينا..

 

والصح والمفروض أني نركز على خدو وراحتها بس

ونتعامل مع نفسي بتقدير شديد 

لأن ربي خالقني لشيء عظيم ماهو عادي..

لازم نقدّر وقتي و طاقتي وأفكاري وشعوري وحتى كلماتي

ومانسمح لأي حد ولا شي يستنزفني بلا وجه حق!

مانعود أنا شخص، الله العظيم خلقه بطريقة عظيمة وإعجازية

وعطاه مهمة عظيمة ومش سهلة..

ونكون مخليه كل هذا وواحلة في سفاسف الأمور والأشخاص

وحاطه لنفسي أهداف تافهة زي إثارة إعجاب بني آدم ولا مضيعة عمري

وشاغلتني في مهمات وصراعات ماني مكلفة بيها كاع ولا منها نتيجة

ولا أيامي فايتة في التخمام في عيشتي ورزقي المضمون أصلاً

واللي عشان نزيده مامطلوب مني

غير دعاء لله وسعي على قد جهدي ومقدرتي فقط مقدرتي فقطططط!!!!

بهذه البساطة!

 

ربِّ أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك

 

شكرك ماهو يعني شكراً يارب والحمدلله بس

شكر النعمة هو أنك تنتبه لها وتقدّرها وتشوفها وتستمتع بيها

وتحمد الله عليها.. شكر النعمة هو أنك ماتنتقص منها ولا تهينها..

ونفسك هي نعمة.. كيف لاهي تشكر ربي عليها وأنت مشقبها بالفيافي؟

 

الفكرة ماهي دينية وأنا اشكم لي ماصرت داعية ولا مطوعة هههه

                      الفكرة فكرة حياة امونكة ومريحة وهادئة..        

 

بس أنا لو حد جاني قبل سنتين وقال لي هذا الكلام دور نقول صح

ونمشي نكمل حياتي بنفس طريقتي الأولى..

حتماً محتم ماني لاهي نتعلم من كلام حد

لأن هذا شعور زي ماقلت في البداية ما تسعى له ولا تدرك أنه موجود

ولا تقد تروح له بنفسك ولو مريت بمليون تجربة في حياتك

ماتوصله بمجهودك ولا عقلك..

لا ياحبيبي.

هو شعور يجي من فضل الله وكرمه وبس

يجي وأنت في السيارة رايح لشغلك الصباح ..

وأنت قاعد تتغدى بوجبة شهية وواثق أنك في قمة المتعة

ويجي وأنت قاعد جنب شخص يثرثر عن مشاكله اللي عاجز يتعامل معاها

يجي وأنت تكتب تدوينة مليانة مشاعر متضاربة ..

 

يجي من الله ويكون نعمة عظيمة..

وعشان يجي مالك غير أنك تدعي دعاء بسيط

"اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي ووردني إليك رداً جميلاً"

والله يتقبل منا ومنكم ويبلغني ويبلغكم الإجابة والوصول.

 

وليت الذي بيني وبينك عامرٌ

وبيني وبين العالمين خرابُ

 

إذا صحَّ منك الود فالكلُّ هينٌ

وكل الذي فوق التراب ترابُ

 

 

كل الأحداث والأشياء اللي تكلمت عنها فوق حصلت 2021

بس البداية الحقيقية كانت في 2020

 

السنة العجيبة اللي نتوقع أنها أثرت على كل الناس تقريباً وعلى تفكيرهم وعقلياتهم

وفي الحقيقة نشوف اللي ما أثرت عليهم خير شر مانهم أشخاص طبيعيين.

 

غير عن فكرة كورونا وتوقف العالم فجأة والخوف والماسكات والمشاعر الغريبة

وغسيل الأغراض وتعقيمها بشكل مجنون

وكل الأشياء هذه اللي كانت محسستنا إننا في فيلم سينمائي..

 

على طاري الأفلام لاهي نقولكم قصة أول شي مالها علاقة بالمقدمة..

في بداية كورونا كانت عمتي تته في المستشفى الله يرحمها ويغفر لها

وكنت أنا وبنات العائلة كالعادة لما حد يتعب من الكبار

يكون في مناوبات للمرافقة

كل كم ساعة تجي وحدة وتروح الثانية ترتاح..

وكنا كذا لحد ماصار الحظر 24 ساعة

ومافي مجال حد يطلع من بيته أصلاً ..

وقتها أنا أصريت وحاربت عشان يخلوني المرافق الدائم..

وفعلاً نجحت وأقنعتهم

مع أنه الكل كان يسألني بتوجس..

عادي تقدي؟ مانك لاهي تبكي ولا تخافي؟

مانك كذاش؟ ماكانوا يعني واثقين في قدراتي في مواجهة مسؤولية زي هذه

مريضة سرطان جلد ماتتحرك نهائياً وفي حالة متقدمة من المرض

وفي مرحلة علاج تلطيفي اللي هو بس مسكنات

وتلطيف للحالة لحد مايتوفاها الله..

وهذه المعلومة عن العلاج التلطيفي طبعاً عرفتها بعد ماصرت مرافق دائم..

وبكيت الين قلت كافي وقتها.

الله يشفي مرضى المسلمين ويعافيكم يارب..

 

المهم جلست معاها 10 أيام تقريبا قبل مايطلعونا للبيت..

عشت فيها تفاصيل عجيبة ومشاعر مخيفة..

بكيت أكثر من 20 مرة ممكن بس أهلي ماكانوا

يعرفوا ومايشوفوا غير الشخصية البطلة اللي ماتخاف..

وأنا من أول ماقالولي موضوع التلطيف هذا

صرت مانرقد عشان هي ماتتوفى وأنا راقدة!

 

المهم فوق خوفي عليها وانشغالي بتعبها وألمها

اللي ماعندي أي حيلة فيه غير الدعاء باللطف ولاهو لطف المستشفى..

فوقها كنت مرعوبة من كورونا

وكل اللي حولي مرعوبين والخوف مش طبيعي..

ايديا تشققو من التعقيم والتنظيف كل 5 دقائق

ووجهي تحسس من الكمامات 24 ساعة وكثير أشياء مؤسفة

وفي موقف هو موجب ذي لمرده كاملة ماننساه

كنت نازلة نجيب أغراض من عند حد عند باب المستشفى

طبعاً أيامها لو فاكرين مايقد يخرج إلا حد عنده تصريح

واللي يكون عنده تصريح هذا يصير مغرور ويشوف نفسه ههههه

المهم

أخذت الأغراض وأنا راجعه الغرفة جيت عند مصعد

هو في أربع مصاعد وعشوائي نختار كالعادة.. بس جيت

وضغطت زر طلب المصعد

وطبعاً عشان الخوف كنت نضغط الزر بمنديل ونرميه

ونعقم يدي على طول ههههه زي كل الناس

المهم ضغطته وانتظرته ثواني وأول ماوصل

ورفعت رجلي عشان نخطي خطوة ندخل المصعد

يجي واحد مانعرفو كأنه شاروخان يعييييييط ويجررري

مانعرف من فين جاي

قالي لااااااا لا تدخلي وجا في وجهي فجأة كذا

باقي نقطة ويمسكني زي الأفلام!

وأنا طبعا خوافة بعدنو قلبي توقف من الخوف تنحت

قالي هذا مصعد مخصص لحالات كورونا!

وأنا كأنها القشة التي قصمت ظهر البعير.. قام البعير يبكي

وعاد منادم الشاهرة يسكتني ومعليش ماصار شي

ومادخلتي وأكيد ماجاك شي

عقمي يدك وكذاش كذاش يطمنني ههههههههه

دور يعود يقول أنا خباري كاع!

المهم كان أعيدل من شي وني بيه 

وتوف موجبهووو

أن 2020 كانت سنة التغييرات الجذرية في شخصيتي

رتبت لي أولوياتي وأهمية الأشخاص اللي فحياتي

وسويت فيها زي التصفية الشهرية اللي نسووها لدولاب ملابسنا

لما نطلعوا منو اللي ماتلينا نحتاجوه.. طلعت كثيير ناس من حياتي

لأن اكتشفت أنهم فائض وزيادة عدد وهموم بس

وغير كذا سميتها سنة الكشف

من كثر ما اكتشفت فيها أشياء عجيبة

أحداث حصلت لي قبل سنوات وماعرفت وقتها ايش المغزى منها

وليه صارت.. مرت السنين ومشات الأيام 

واكتشفت هذه السنة الأسباب اللي تبرد القلب وتريح الخاطر

لدرجة قلت ليتني مازعلت أيامها ولا تعبت نفسي بالتخمام! 

 

وممكن هذا من الأسباب اللي صيرتني شخص هاديء مهما حصل حوله

يعني طبيعي الحمدلله خلاص شخصت نفسي :) 

 

 

المهم

أحبابي واللي تهمهم سعادتي

لا تراودكم ولا لحظة قلق عليا بعد قراءة التدوينة

أنا سعيدة 

وصرت مستعدة من هذه اللحظة نستمتع بكل نعمة في حياتي

ونحس بيها ونلمسها ونشوفها

وأصلاً حاسه كل حياتي نعم.. مافيها أي نقمة

وقد ما يمنعني الله من أشياء نحبها قد مايعطيني أضعافها 

كل شيء مترتب صح.. 

وقت دخوله في حياتي ووقت خروجه منها

في كثير أشياء زعلت لما خسرتها، 

بعدين اكتشفت أنه العوض عنها ما كان ممكن يجيني لو ما خسرتها..

 وصرت نقول الحمد لله لأنها راحت..

 

الحمدلله لأن ربي يعطيني ويمنعني ويعطيني ويمنعني

وأنا راضية في كل الحالات.. ماني معترضة

ماني خايفة ولا قلقانة وبس كتبت تدوينة

رتبت روحي ونظفت مخي وراح كل شعور غريب عني..

 

 

لما وصلت هنا وصلتني رسالة..

فيه أحلى من خدو؟

رديت: أيوه فيه خدو وهي سعيدة..

رد: نبغاها دائماَ سعيدة وتضحك ومبسوطة ومشرقة.

 

وهذه الأمنية التي سأقضي عمري أحققها كل صباح ومساء

من أجلي ومن أجل كل الذين يحبون خدو.

 

 

 

قلت فوق كثير من سلبيات اني كبرت بس تعرفوا الحلو في انك تصير كبير ايش؟

أني ماصرت نستحي " ماكنت أصلاً" بس بزيادة ماصرت نشوف أي داع للخجل في التعبير عن احتياجاتي ورغباتي..

الواحد كل مايكبر يتصالح مع فكرة أنه محتاج يكون محبوب

ويكون برفقة أشخاص يسعد بوجودهم

ومايكون في الفكرة أي تعارض مع كرامته وكبريائه

فاهمين؟

أنا ماني فاهمة

قالوا ذوك الفكرة كانت أحلى وهي في مخي

 

المهم حاسه اني مليون مرة نبغى نقول الحياة بسيطة

الحياة سهلة لا تعقدوها ياخي لا تعقدوها تعبتونا

خلوكم انسان طبيعي وعيشوها صح

ايش يبغى الإنسان من الحياة غير سلام وبساطة وضحكة

وأشخاص يعتمد عليهم بكل ثقله وهو واثق أنهم ماراح يتزحزحوا ويخلوه يطيح؟

 

 

على قول أصالة كلنا طفل يتمنى أي شخص يحضنه..

مو أي شخص بس يعني هه

 

*أي صح في كثير مواقف تضحك بس قايلالكم 

فاقدة لياقة السرد خلوني نستعيدها ونسويلكم تدوينة 

كلها ضحك كاعتذار عن هذه الدراما"

نحبكم

 

 


monte escalier

هناك تعليقان (2):

  1. يارب ترجع لياقة السرد
    ورجعت الحمدلله فتدوينتك الأخيره حقت اشباب
    كلمات مثل:
    اللخبطه الدماغيه
    لياقتي التعبيرية
    جدوائية التعبير
    المتورط في الحياه بشكلها الصعب
    شكل مريح بشكل يبكي
    رهافة لذيذة
    مثال النهر وورقة الشجر
    مثال حافظة الطعام
    القشه التي قصمت ظهر البعير وقام البعير يبكي هههههههه
    كلمات من معجم الكاتبة وقاموسها الخاص وهي بهارات وملح طعام طبخاتها الكتابية

    ملاحظة مع انو الأحداث في التدوينه الأخيرة حزينه جدا الا ان هذي التدوينه اكثر حزن منها
    لكن هذي هي الحياه فيها كل شي والكاتب يقدم كل شي
    ربي يسعدك دائما وأبدا حتى التعليق مسيكن حسيتو حزين بس اش نسوي الجو العام للتدوينة ههههههههه
    دمتي بخير وتألق دائما

    ردحذف
    الردود
    1. لا والله مافيهم ولا وحدة حزينة بس انت تقرا وانت جيعان شكلك😭😭😭
      حتى التعليق مسكين كوميدي وانت خليتو حزين!!! روح تعشى😡

      حذف